
إن العناية بالبشرة في الشتاء لا تُعد رفاهية، بل ضرورة قصوى للحفاظ على صحتها، مرونتها، وإشراقتها. مع قدوم فصل الشتاء، تتغير الأجواء المحيطة بنا بشكل جذري، ويصاحب هذا التغير تحديات جمة لبشرتنا التي تعد خط الدفاع الأول لأجسامنا. الهواء البارد والجاف في الخارج، إضافة إلى التدفئة المركزية الجافة في الأماكن المغلقة، يشكلان معًا بيئة قاسية تستنزف الرطوبة الطبيعية من البشرة، تاركة إياها عرضة للجفاف، والتشقق، والاحمرار، وحتى التهيج الشديد.
يهدف هذا المقال إلى تقديم دليل احترافي وشامل يرشدك خطوة بخطوة نحو روتين فعال ومخصص للعناية بالبشرة خلال أشهر الشتاء الباردة. سنتعمق في فهم كيفية تأثير العوامل الشتوية على البشرة، ونستعرض استراتيجيات الوقاية والعلاج، ونسلط الضوء على المكونات الأساسية التي يجب البحث عنها في منتجات العناية، مع تقديم نصائح مخصصة لمختلف أنواع البشرة، بالإضافة إلى جوانب العناية الشاملة التي تتجاوز مجرد المنتجات الموضعية.

فهم تحديات البشرة في فصل الشتاء
قبل أن نغوص في تفاصيل روتين العناية بالبشرة، من الضروري أن نفهم الآليات التي تؤثر بها أجواء الشتاء على صحة بشرتنا. هذا الفهم سيساعدنا على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن المنتجات والعادات التي نتبناها.
العوامل الجوية وتأثيرها المباشر
يتميز فصل الشتاء بعدة عوامل بيئية تساهم بشكل مباشر في إجهاد البشرة وتجريدها من حيويتها:
- الهواء الجاف: سواء في الخارج حيث تنخفض مستويات الرطوبة بشكل طبيعي، أو في الداخل بفعل أجهزة التدفئة المركزية التي تسحب الرطوبة من الجو، يصبح الهواء المحيط بنا أقل رطوبة. هذا النقص في الرطوبة الجوية يؤدي إلى سحب الماء من الطبقات الخارجية للبشرة، مما يسبب جفافها.
- الرياح الباردة: تعمل الرياح الشتوية القارسة على تسريع تبخر الماء من سطح البشرة، مما يزيد من فقدان الرطوبة ويعرض البشرة للتشقق والتهيج، خاصة في المناطق المكشوفة مثل الوجه واليدين.
- التعرض للتدفئة المركزية: على الرغم من أنها توفر الدفء، إلا أن أنظمة التدفئة الداخلية تقلل بشكل كبير من الرطوبة النسبية في الهواء، مما يحاكي بيئة الصحراء الجافة داخل منازلنا ومكاتبنا. هذا التعرض المستمر للهواء الجاف يساهم في إضعاف حاجز البشرة.
- تغيرات درجات الحرارة المفاجئة: الانتقال المتكرر بين البرد القارس في الخارج والدفء الجاف في الداخل يضع ضغطًا إضافيًا على الأوعية الدموية في البشرة، مما قد يسبب الاحمرار وتفاقم حالات مثل الوردية.
الاستجابة الفسيولوجية للبشرة وتأثيرها على حاجز البشرة
تتفاعل بشرتنا مع هذه العوامل البيئية بعدة طرق، مما يؤثر على وظيفتها الأساسية كحاجز وقائي:
- ضعف حاجز البشرة الواقي: يتكون حاجز البشرة من طبقة دهنية تحبس الرطوبة وتمنع دخول الملوثات. في الشتاء، يؤدي فقدان الرطوبة وتاثير العوامل الجوية إلى إضعاف هذا الحاجز، مما يجعله أقل قدرة على الاحتفاظ بالماء وأكثر عرضة للاختراق من قبل المهيجات والجراثيم.
- فقدان الزيوت الطبيعية (الدهون): تنتج الغدد الدهنية في البشرة الزيوت الطبيعية (الزهم) التي تساعد في ترطيب وحماية البشرة. في الأجواء الباردة، قد يتباطأ هذا الإنتاج، وتتأثر جودة هذه الزيوت، مما يقلل من الطبقة الدهنية الواقية.
- انخفاض الدورة الدموية: تتسبب درجات الحرارة المنخفضة في انقباض الأوعية الدموية لتقليل فقدان الحرارة من الجسم، مما يقلل من تدفق الدم إلى سطح البشرة. هذا الانخفاض في الدورة الدموية يمكن أن يؤدي إلى شحوب البشرة ونقص المغذيات الحيوية التي تصل إليها.
- تفاقم حالات جلدية موجودة مسبقًا: يمكن أن يؤدي الجفاف والتهيج المرتبطان بـالشتاء إلى تفاقم حالات جلدية مزمنة مثل الأكزيما، والصدفية، والوردية، مما يجعلها أكثر صعوبة في التحكم.

روتين العناية بالبشرة الشتوي الأساسي: خطوات لا غنى عنها
لبناء روتين فعال للعناية بالبشرة في الشتاء، يجب التركيز على استراتيجيات تهدف إلى حماية حاجز البشرة، توفير ترطيب مكثف، والتعامل بلطف مع البشرة المتضررة.
التنظيف اللطيف: حجر الزاوية في العناية الشتوية
يُعد اختيار المنظف المناسب وتنظيف البشرة بلطف خطوة حاسمة في العناية بالبشرة في الشتاء. المنظفات القاسية يمكن أن تجرد البشرة من زيوتها الطبيعية، مما يزيد من جفافها.
- اختيار المنظف المناسب: ابحث عن منظفات خالية من الكبريتات (Sulfate-free) والعطور القوية التي قد تسبب التهيج. المنظفات الكريمية، أو المنظفات الزيتية، أو حليب التنظيف هي خيارات ممتازة لأنها تنظف البشرة دون تجفيفها وتترك طبقة رطبة.
- تجنب الماء الساخن جدًا: على الرغم من أن الاستحمام بالماء الساخن قد يبدو مغريًا في الشتاء، إلا أن الماء الساخن يجرد البشرة من زيوتها الطبيعية. استخدم الماء الفاتر دائمًا لتنظيف الوجه والجسم.
- عدم الإفراط في التنظيف: مرة واحدة صباحًا ومرة مساءً تكفي لمعظم أنواع البشرة في الشتاء. الإفراط في التنظيف يمكن أن يخل بتوازن البشرة الطبيعي.
الترطيب العميق والمستمر: درعك الواقي من الجفاف
الترطيب هو المفتاح المطلق للعناية بالبشرة في الشتاء. يجب أن يكون الهدف هو ترطيب البشرة بعمق وحبس الرطوبة داخلها.
- أهمية المرطبات الثقيلة: في الشتاء، استبدل اللوشن الخفيف بمرطبات أكثر سمكًا وغنى مثل الكريمات الغنية أو المراهم (Ointments). هذه المنتجات توفر حاجزًا أقوى لتقليل فقدان الماء عبر الجلد.
- البحث عن مكونات فعالة: ابحث عن مرطبات تحتوي على مكونات مرطبة (Humectants) مثل حمض الهيالورونيك والجلسرين التي تجذب الماء إلى البشرة، ومكونات مطرية (Emollients) مثل زبدة الشيا والزيوت النباتية التي تملأ الشقوق الصغيرة في حاجز البشرة، ومكونات سادة (Occlusives) مثل الفازلين أو السيراميدات التي تخلق حاجزًا فيزيائيًا لمنع فقدان الماء.
- الترطيب بعد الاستحمام مباشرة: ضع المرطب على بشرة رطبة قليلاً بعد الاستحمام أو غسل الوجه مباشرةً. هذا يساعد على حبس الرطوبة داخل البشرة قبل أن تتبخر.
- الترطيب المتكرر على مدار اليوم: لا تتردد في إعادة تطبيق المرطب على مدار اليوم، خاصة على المناطق المعرضة للجفاف مثل اليدين والوجه.
التقشير بحذر: إزالة الخلايا الميتة دون إثارة البشرة
على الرغم من أن التقشير مهم لإزالة خلايا الجلد الميتة وتجديد البشرة، إلا أنه يجب التعامل معه بحذر شديد في الشتاء لتجنب تهيج البشرة الجافة والحساسة.
- التقليل من مرات التقشير: قلل من عدد مرات التقشير الأسبوعي. إذا كنت تقشر بشرتك مرتين في الأسبوع في الصيف، فقد يكون مرة واحدة كل أسبوع أو أسبوعين كافية في الشتاء.
- اختيار المقشرات اللطيفة: فضل المقشرات الكيميائية اللطيفة التي تحتوي على أحماض ألفا هيدروكسي (AHA) بتركيزات منخفضة (مثل حمض اللاكتيك) أو أحماض بولي هيدروكسي (PHA)، حيث إنها أقل تهيجًا من المقشرات الفيزيائية (الفرك الحبيبي) التي يمكن أن تسبب تمزقات دقيقة في البشرة.
- أهمية عدم الإفراط: التقشير المفرط في الشتاء يمكن أن يدمر حاجز البشرة، مما يجعلها أكثر عرضة للجفاف والتهيج والاحمرار.
لا تتخل عن واقي الشمس: حماية من الأشعة فوق البنفسجية المخادعة
يعتقد الكثيرون أن واقي الشمس لا لزوم له في الشتاء لأن الشمس تبدو أقل حدة. هذا اعتقاد خاطئ وخطير.
- أهمية SPF حتى في الأيام الغائمة: الأشعة فوق البنفسجية الضارة (UVA و UVB) موجودة على مدار العام، حتى في الأيام الغائمة أو الممطرة. يمكن للأشعة فوق البنفسجية أن تخترق السحب وتسبب تلفًا للبشرة، مما يؤدي إلى الشيخوخة المبكرة وزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد.
- انعكاس الأشعة من الثلج: إذا كنت تعيش في منطقة تتساقط فيها الثلوج، فإن الثلج يعكس ما يصل إلى 80% من أشعة الشمس فوق البنفسجية، مما يزيد من تعرضك لها.
- استخدام واقي شمس مرطب: اختر واقي شمس واسع الطيف (يحمي من UVA و UVB) بعامل حماية لا يقل عن 30 SPF، ويفضل أن يكون بتركيبة مرطبة ليوفر طبقة إضافية من العناية بالبشرة.

مكونات أساسية يجب البحث عنها في منتجات العناية الشتوية
عند اختيار منتجات العناية بالبشرة لـالشتاء، ابحث عن المكونات التي تعمل على تعزيز حاجز البشرة، ترطيبها بعمق، وتهدئتها.
المرطبات ومحفزات حاجز البشرة:
- السيراميدات (Ceramides): هذه الدهون الطبيعية تشكل حوالي 50% من حاجز البشرة. تساعد السيراميدات في إعادة بناء حاجز البشرة وتقويته، مما يمنع فقدان الرطوبة ويحمي من المهيجات الخارجية.
- حمض الهيالورونيك (Hyaluronic Acid): هو مرطب قوي قادر على جذب ما يصل إلى 1000 ضعف وزنه من الماء والاحتفاظ به في البشرة، مما يوفر ترطيبًا فوريًا وعميقًا.
- الجلسرين (Glycerin): مرطب طبيعي آخر يجذب الماء إلى الطبقة الخارجية من البشرة ويساعد على الاحتفاظ بالرطوبة.
- زبدة الشيا (Shea Butter): غنية بالأحماض الدهنية والفيتامينات، تعمل زبدة الشيا كمرطب ومطري ممتاز، مما يساعد على تنعيم البشرة وتشكيل حاجز واقي عليها.
- السكووالان (Squalane): زيت خفيف مستقر يشبه الزيوت الطبيعية للبشرة، يوفر ترطيبًا عميقًا دون أن يسد المسام.
- اليوريا (Urea): بتركيزات منخفضة، تعمل اليوريا كمرطب ممتاز يجذب الرطوبة. بتركيزات أعلى، تعمل كمقشر لطيف للبشرة الجافة جدًا والمتشققة.
- الزيوت النباتية (مثل زيت الجوجوبا، زيت الأركان، زيت اللوز الحلو): هذه الزيوت غنية بالأحماض الدهنية ومضادات الأكسدة، وتساعد على تغذية البشرة وتشكيل طبقة واقية.
المهدئات ومضادات الالتهاب:
- النياسيناميد (Niacinamide / فيتامين B3): يقوي حاجز البشرة، ويقلل الالتهاب والاحمرار، ويحسن من مرونة البشرة، وهو مثالي للبشرة الحساسة أو المعرضة لحب الشباب.
- خلاصة الشوفان (Oat Extract): معروف بخصائصه المهدئة والمضادة للالتهاب، وهو ممتاز لتخفيف الحكة والتهيج في البشرة الجافة والحساسة.
- الآلانتوين (Allantoin): مركب معروف بخصائصه المهدئة والشفائية، يساعد على تجديد خلايا البشرة وتهدئة التهيج.
- البانثينول (Panthenol / برو-فيتامين B5): يعمل كمرطب ومهدئ، ويساعد على تحسين إصلاح حاجز البشرة.
مضادات الأكسدة:
- فيتامين C و E: تحمي هذه الفيتامينات البشرة من الأضرار البيئية الناتجة عن الجذور الحرة، وتعزز صحة البشرة بشكل عام.
- خلاصة الشاي الأخضر: غنية بمضادات الأكسدة القوية التي تقلل الالتهاب وتحمي البشرة من التلف.

روتين العناية بالبشرة لأنواع البشرة المختلفة في الشتاء
تختلف احتياجات العناية بالبشرة في الشتاء باختلاف نوع البشرة. ما يناسب البشرة الجافة قد لا يكون الأمثل للبشرة الدهنية.
البشرة الجافة والجافة جدًا:
- التركيز على المرطبات الثقيلة والزيوت: استخدم منظفًا زيتيًا أو كريميًا. انتقل إلى كريمات أو مراهم ترطيب سميكة وغنية جدًا. قد تستفيد من إضافة بضع قطرات من زيت الوجه المغذي (مثل زيت الجوجوبا أو الأركان) إلى مرطبك أو استخدامه كخطوة إضافية.
- تجنب الماء الساخن تمامًا: حافظ على الماء فاترًا عند الاستحمام أو غسل الوجه.
- استخدام أجهزة ترطيب الجو (Humidifiers): خاصة في غرفة النوم لزيادة الرطوبة في الهواء المحيط.
- طبقات الترطيب: فكر في استخدام سيروم حمض الهيالورونيك تحت مرطبك لتعزيز الترطيب.
البشرة الدهنية والمختلطة:
- الخطأ الشائع بتجنب الترطيب: حتى البشرة الدهنية يمكن أن تصبح جافة ومنتفخة في الشتاء بسبب نقص الرطوبة. إذا جفت البشرة الدهنية، قد تنتج المزيد من الزيوت لتعويض الجفاف، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة.
- اختيار مرطبات خفيفة لكنها فعالة: ابحث عن مرطبات جل كريمية أو لوشن تكون غير كوميدوجينيك (لا تسد المسام) ولكنها تحتوي على مكونات مرطبة مثل حمض الهيالورونيك والنياسيناميد.
- التركيز على موازنة الزيوت دون تجفيف زائد: استخدم منظفًا لطيفًا وموازنًا، وتجنب المنظفات القاسية التي تسبب الجفاف المفرط.
البشرة الحساسة والمعرضة للاحمرار:
- منتجات خالية من المهيجات: ابحث عن منتجات خالية من العطور، الكحول، الألوان الصناعية، والكبريتات. كل هذه المكونات يمكن أن تزيد من تهيج البشرة الحساسة.
- مكونات مهدئة: ابحث عن مكونات مثل الشوفان الغروي، الألوفيرا، السيراميدات، والنياسيناميد لتهدئة البشرة وتقوية حاجزها.
- اختبار المنتجات الجديدة: قبل تطبيق أي منتج جديد على وجهك بالكامل، قم بإجراء اختبار على منطقة صغيرة وغير ظاهرة من بشرتك (مثل خلف الأذن أو على الرقبة) لمدة 24-48 ساعة للتأكد من عدم وجود رد فعل تحسسي.
البشرة المعرضة لحب الشباب:
- مواصلة روتين حب الشباب مع ترطيب مكثف: علاجات حب الشباب (مثل الريتينويدات، حمض الساليسيليك، البنزويل بيروكسيد) يمكن أن تسبب جفافًا وتقشيرًا. في الشتاء، يجب مضاعفة جهود الترطيب لتعويض هذا الجفاف.
- اختيار مرطبات غير كوميدوجينيك: تأكد من أن جميع منتجاتك، بما في ذلك المرطبات وواقي الشمس، غير كوميدوجينيك لتجنب سد المسام وتفاقم حب الشباب.
- التعامل بلطف: تجنب فرك البشرة بقوة أو استخدام مقشرات فيزيائية قاسية، خاصة إذا كانت بشرتك ملتهبة أو جافة بسبب علاجات حب الشباب.

العناية بالمناطق المعرضة في الشتاء: لا تنسَ التفاصيل!
لا تقتصر العناية بالبشرة في الشتاء على الوجه فقط. هناك مناطق أخرى من الجسم تتأثر بشكل كبير بالبرودة والجفاف وتتطلب اهتمامًا خاصًا.
الشفاه:
تفتقر الشفاه إلى الغدد الدهنية، مما يجعلها عرضة للجفاف والتشقق.
- مقشر لطيف: استخدم مقشر شفاه لطيف مرة واحدة في الأسبوع لإزالة الجلد الميت، أو اصنع واحدًا بخلط السكر مع العسل أو زيت الزيتون.
- مرطب شفاه غني: استخدم مرطب شفاه يحتوي على مكونات مثل زبدة الشيا، الفازلين، شمع العسل، السيراميدات، أو حمض الهيالورونيك. أعد تطبيقه بشكل متكرر على مدار اليوم، وقبل النوم.
- تجنب لعق الشفاه: على الرغم من أنه قد يبدو مريحًا مؤقتًا، إلا أن لعق الشفاه يتبخر بسرعة ويجعلها أكثر جفافًا.
اليدين:
تتعرض اليدين باستمرار للعوامل الجوية والغسيل المتكرر، مما يجعلها عرضة للجفاف والتشقق.
- غسل اليدين بماء فاتر ومنظف لطيف: تجنب الماء الساخن والصابون القاسي.
- كريم يدين غني ومتكرر: احتفظ بكريم يدين غني بالمرطبات (مثل الجلسرين وزبدة الشيا) بالقرب منك وأعد تطبيقه بعد كل غسيل لليدين، وقبل النوم.
- ارتداء القفازات: احمِ يديك من البرد والرياح بارتداء القفازات عند الخروج، ويفضل ارتداء قفازات قطنية تحت القفازات المطاطية عند القيام بالأعمال المنزلية التي تتطلب ملامسة الماء.
القدمين:
على الرغم من أنها غالبًا ما تكون مغطاة، إلا أن القدمين يمكن أن تعاني من الجفاف الشديد والتشققات في الكعبين خلال الشتاء.
- الترطيب اليومي: ضع مرطبًا غنيًا على قدميك يوميًا، مع التركيز على الكعبين.
- تقشير لطيف للأقدام: استخدم مبرد القدم أو مقشرًا خاصًا بالأقدام مرة أو مرتين في الأسبوع لإزالة الجلد الميت السميك.
- ارتداء جوارب قطنية: بعد ترطيب القدمين، ارتدِ جوارب قطنية للمساعدة في حبس الرطوبة، خاصة أثناء النوم.
منطقة العين:
الجلد حول العينين رقيق وحساس للغاية، مما يجعله عرضة للجفاف والخطوط الدقيقة.
- كريم عين مرطب ومغذي: استخدم كريم عين غني يحتوي على مكونات مثل حمض الهيالورونيك، السيراميدات، ومضادات الأكسدة لترطيب وحماية هذه المنطقة الحساسة. طبّقه بلطف بأطراف الأصابع.

نصائح إضافية لتعزيز صحة البشرة في الشتاء من الداخل والخارج
العناية بالبشرة في الشتاء لا تقتصر فقط على ما نضعه على بشرتنا، بل تشمل أيضًا عادات نمط الحياة التي تؤثر على صحتها العامة.
الترطيب من الداخل:
- شرب كميات كافية من الماء: حتى لو لم تشعر بالعطش بنفس القدر في الشتاء، فإن الحفاظ على رطوبة الجسم من الداخل أمر بالغ الأهمية للحفاظ على ترطيب البشرة. اشرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يوميًا.
- تناول الأطعمة الغنية بالماء: الفواكه والخضروات مثل الخيار، الطماطم، البطيخ، والبرتقال تحتوي على نسبة عالية من الماء وتساعد على ترطيب الجسم.
النظام الغذائي:
- الأحماض الدهنية أوميغا 3: تناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية (مثل الأسماك الدهنية كالسلمون والماكريل، بذور الكتان، المكسرات) يدعم صحة حاجز البشرة ويقلل الالتهاب.
- الفيتامينات ومضادات الأكسدة: تناول نظامًا غذائيًا غنيًا بالفواكه والخضروات الملونة يوفر الفيتامينات ومضادات الأكسدة التي تحمي البشرة من التلف وتدعم تجديدها.
استخدام أجهزة ترطيب الجو (Humidifiers):
- خاصة في غرف النوم: وضع جهاز ترطيب الجو في غرفة نومك يمكن أن يزيد من الرطوبة في الهواء، مما يقلل من جفاف البشرة أثناء النوم. يمكن أن يكون هذا مفيدًا بشكل خاص إذا كنت تستخدم التدفئة المركزية بشكل متكرر.
الاستحمام بذكاء:
- ماء فاتر، مدة قصيرة: قلل من مدة الاستحمام واستخدم الماء الفاتر بدلاً من الساخن جدًا لتجنب تجريد البشرة من زيوتها الطبيعية.
- منتجات استحمام مرطبة: اختر جل استحمام أو صابون للجسم يحتوي على زيوت مرطبة أو مرطبات.
تجنب المسببات:
- التعرض المباشر للرياح: عند الخروج، قم بتغطية وجهك بالوشاح وارتداء قبعة وقفازات لحماية بشرتك من الرياح الباردة والجافة.
- الملابس المصنوعة من الألياف الصناعية المهيجة: قد تسبب بعض الأقمشة مثل الصوف الخشن الحكة والتهيج للبشرة الحساسة. اختر الأقمشة الناعمة مثل القطن أو الحرير التي تسمح للبشرة بالتنفس.
- تجنب خدش البشرة: قد تزداد الحكة في الشتاء، ولكن خدش البشرة يمكن أن يزيد من تهيجها وتلف حاجزها. استخدم المرطبات ومضادات الهيستامين إذا لزم الأمر.

متى يجب استشارة طبيب الأمراض الجلدية؟
في معظم الحالات، يمكن السيطرة على جفاف البشرة في الشتاء من خلال روتين العناية بالبشرة المناسب. ومع ذلك، هناك حالات قد تتطلب تدخلًا طبيًا:
- الجفاف الشديد الذي لا يستجيب للمرطبات: إذا كانت بشرتك جافة جدًا، متقشرة، أو متشققة بعمق على الرغم من استخدامك للمرطبات الثقيلة بانتظام.
- الاحمرار، الحكة، التقرحات المستمرة: إذا كنت تعاني من احمرار شديد، حكة لا تطاق، أو ظهور تقرحات لا تلتئم.
- تفاقم أمراض جلدية مزمنة: إذا تفاقمت حالات جلدية مثل الأكزيما، الصدفية، أو الوردية بشكل كبير في الشتاء، فقد تحتاج إلى تعديل خطة العلاج.
- علامات العدوى: مثل التورم، الدفء، أو خروج القيح من أي تشققات أو جروح في البشرة.
—
الخلاصة: استراتيجية متكاملة لبشرة صحية ومشرقة في الشتاء
إن العناية بالبشرة في الشتاء تتطلب نهجًا استباقيًا وشاملًا. من خلال فهم التحديات الفريدة التي يفرضها هذا الفصل، واعتماد روتين مدروس بعناية، يمكنك حماية بشرتك من القسوة البيئية والحفاظ على حيويتها وجمالها.
تتلخص الاستراتيجية الفعالة في ثلاث ركائز أساسية: التنظيف اللطيف الذي يحافظ على الزيوت الطبيعية للبشرة، والترطيب العميق والمكثف الذي يرمم حاجز البشرة ويحبس الرطوبة، والحماية الشاملة من أشعة الشمس والرياح والهواء الجاف. لا تنسَ أيضًا الاهتمام بالمناطق الحساسة مثل الشفاه واليدين والقدمين، وتوفير الدعم لبشرتك من الداخل من خلال الترطيب الجيد والتغذية الصحية.
تذكر أن كل بشرة فريدة، وقد يتطلب الأمر بعض التجربة والخطأ لتحديد ما يناسبك تمامًا. ولكن باتباع هذه النصائح الاحترافية، ستكون مجهزًا تجهيزًا جيدًا لمواجهة قسوة الشتاء، والاستمتاع ببشرة ناعمة، مرنة، ومشرقة، بغض النظر عن برودة الطقس. اجعل العناية بالبشرة في الشتاء جزءًا لا يتجزأ من روتينك اليومي، وستكافئك بشرتك بصحة وجمال يدومان طوال العام.