يتناول الكاتب د. ناصر اللحام محاولات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة لإخضاع مخيم جنين على مدار خمس سنوات، من خلال عمليات عسكرية متكررة بأسماء مثل “كاسر الأمواج” و”حديقة المنزل” و”جز العشب”. استخدم الاحتلال أساليب قمعية تضمنت هدم المنازل، قصف الأحياء، وتجريف الشوارع، ولم يتردد في استهداف المقاومين وضباط الأمن الفلسطينيين على أبواب مقراتهم، مما أدى إلى اختلاط دماء الجميع في جنين.
يؤكد اللحام ضعف السلطة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال، نتيجة افتقارها إلى الإمكانيات العسكرية مثل الطائرات أو القوات الخاصة، مشيراً إلى استغلال الاحتلال لهذا الضعف للتنصل من الاتفاقيات الأمنية وتصعيد عدوانه. ويدعو الكاتب إلى التمييز بين المقاومة الشرعية والخارجين عن القانون، وبين رجال الأمن الوطني الذين يخدمون بشرف وبين المتآمرين لصالح الاحتلال.
كما يطالب الكاتب بمحاكمة عادلة لكل من يفسد أو ينهب أو يعتدي على حقوق الشعب الفلسطيني، مشدداً على ضرورة محاسبة كل من يعتدي على شرف مخيم جنين وتضحياته.
وينتقل المقال إلى الحديث عن الشأن السوري، حيث يدعو إلى تجاوز الأحكام المسبقة في تقييم الأحداث التاريخية والسياسية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تستخدم معايير مزدوجة لتحقيق مصالحهما، خاصة فيما يتعلق بمستقبل سوريا والحكم فيها.
كما ينتقد الكاتب مزاعم إسرائيل حول “حدود التوراة”، موضحاً أنها مجرد أكذوبة سياسية لخداع الناخب الإسرائيلي، وأن هذه الحدود غير قادرة على حكم تل أبيب نفسها، فضلاً عن المناطق المحيطة بها. ويختتم اللحام بتسليط الضوء على تناقضات الاحتلال، حيث إن حتى المتدينين اليهود يرفضون الانخراط في جيشه، مما يعكس هشاشة الرواية الإسرائيلية.